أبرز قادة «الحرس الثوري» الذين استهدفتهم إسرائيل في سوريا

زاهدي يُشرف على مناورات لـ«الحرس الثوري» في طهران (فارس)
زاهدي يُشرف على مناورات لـ«الحرس الثوري» في طهران (فارس)
TT

أبرز قادة «الحرس الثوري» الذين استهدفتهم إسرائيل في سوريا

زاهدي يُشرف على مناورات لـ«الحرس الثوري» في طهران (فارس)
زاهدي يُشرف على مناورات لـ«الحرس الثوري» في طهران (فارس)

 

خسرت إيران خلال السنوات الأخيرة عدداً من كبار العسكريين في عمليات اغتيال تتهم إسرائيل بالوقوف وراءها في سوريا. ويتعرض «الحرس الثوري» لواحدة من أكثر الفترات صعوبة في سوريا منذ وصوله قبل عقد من الزمن لمساعدة الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية. فمنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، قتلت الضربات الإسرائيلية عدداً كبيراً من المستشارين في «الحرس» في أنحاء سوريا، بينهم 3 قياديين في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية له. فمن أبرز هذه الشخصيات؟

محمد رضا زاهدي

يعتبر محمد رضا زاهدي، الذي قتل أمس في غارة إسرائيلية على مقر القنصلية الإيرانية في دمشق، ثالث قيادي في «الحرس الثوري» يُقتل منذ بدء الحرب في غزة لكنه أبرزهم. كما يُعد أبرز قيادي في «الحرس» يقتل بعد قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني في بغداد مطلع 2020.

لعب العميد محمد رضا زاهدي دوراً محورياً في توسيع أنشطة «الحرس الثوري»، لا سيما تسليح «حزب الله» لبنان، على مدى ثلاثة عقود.

وتولى زاهدي قيادة قوات «فيلق القدس» في لبنان منذ عام 2008، وكان زاهدي قد شغل المنصب ذاته لفترة 5 سنوات بين عامي 1998 و2002، ونشط في لبنان بأسماء حركية، مثل حسن مهدوي، ورضا مهدوي.

 

ويعد زاهدي من كبار القادة الميدانيين لـ«الحرس الثوري» في الحرب الإيرانية – العراقية، وقبل التوجه إلى لبنان، تولى منصب نائب قائد عمليات «الحرس الثوري» لفترة ثلاث سنوات. وكان قائداً للوحدة البرية في «الحرس الثوري» قبل إقالته من منصبه في يوليو (تموز) 2008.

وهو سادس قيادات الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، إذ شغل المنصب لبضعة أشهر، بعد مقتل القيادي في «الحرس الثوري» أحمد كاظمي، في سقوط طائرة عسكرية شمال غربي إيران. وترك زاهدي منصب قيادة الوحدة الصاروخية لحسين سلامي، القائد العام الحالي لقوات «الحرس الثوري».

وقبل أن يعود لقيادة قوات «الحرس الثوري» في لبنان وسوريا، كان قائداً لوحدة «ثار الله» المكلّفة حماية طهران في الأوقات المتأزمة.

وتُدرج الولايات المتحدة زاهدي على قائمة العقوبات منذ أغسطس (آب) 2010 ضمن حزمة عقوبات طالت قيادة «فيلق القدس»، لدورهم في رعاية الإرهاب وتمويل «حزب الله».

ولعب زاهدي دوراً رئيسياً في توسيع أنشطة «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» في لبنان، خصوصاً دعم «حزب الله» اللبناني وشحن الأسلحة، وكان همزة الوصل بين «حزب الله» اللبناني وأجهزة المخابرات السورية.

وتفيد المعلومات المتوفرة بأن زاهدي كان مشاركاً دائماً في الاجتماعات التشاورية لقيادة «حزب الله اللبناني».

 

رضا موسوي

في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قضى مسؤول الإمدادات لقوات «الحرس الثوري» في سوريا العميد رضا موسوي في ضربة صاروخية إسرائيلية على منطقة السيدة زينب.

بعيد تأكيد مقتله، قال بيان لـ«الحرس الثوري» إن موسوي مسؤول الإمدادات (إرسال الأسلحة) في «جبهة المقاومة» بسوريا، وأحد رفاق المسؤول السابق للعمليات الخارجية في «الحرس الثوري» قاسم سليماني، الذي قضى في ضربة جوية أميركية ببغداد مطلع 2020.

وكان موسوي آخر من رافق سليماني في الساعات الأخيرة قبل أن يغادر دمشق إلى بغداد، وفقاً لمواقع «الحرس الثوري».

مسؤول الإمدادات لقوات «الحرس الثوري» في سوريا رضا موسوي (أرشيفية)

قدم إعلام «الحرس الثوري» تفاصيل إضافية من أدوار موسوي خارج الحدود الإيرانية. وقالت وكالة «تسنيم» إنه «قام بأدوار لمدة 25 سنة في (جبهة المقاومة)».

ونقلت الوكالة عن ضابط في «فيلق القدس» يدعى علي صالحي، ويلقب «أبو تراب»، أن موسوي «كان يقوم بأعمال مختلفة في سوريا، رغم أن مهمته الأساسية الإمداد». وأضاف أن «موسوي منذ سنوات يعمل في سوريا، مهمته الأساسية إمداد الجبهة سواء في سوريا أو لبنان»، لافتاً إلى أنه تلقى تهديدات إسرائيلية «عدة مرات». وأشار إلى أن زوجته ترأس المدرسة الإيرانية في العاصمة السورية.

وكشف صالحي عن تعرض موسوي لمحاولة اغتيال فاشلة بعد مقتل القيادي في «حزب الله» مصطفى بدر الدين في مايو (أيار) 2016، في تفجير استهدف موقعاً للحزب بالقرب من مطار دمشق الدولي. وفي تقرير منفصل، ذكرت وكالة «تسنيم» أن موسوي كان يمارس عمله في «إمداد المقاومة» منذ عام 1987.

حجت الله أميدوار

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، قُتل حجت الله أميدوار، مسؤول استخبارات «الحرس الثوري» و«فيلق القدس» في سوريا في غارة جوية على مبنى بحي المزة غرب دمشق، حيث تقع مقرات أمنية وعسكرية، وأخرى لقيادات فلسطينية، وسفارات، ومنظمات أممية.

وبعد مقتل موسوي، حددت مواقع استخباراتية إسرائيلية زاهدي بأنه الهدف الأبرز لإسرائيل. وبثت القناة 14 الإسرائيلية تقريراً يُسلّط الضوء على أبرز قيادات «فيلق القدس» في الخارج، بينهم زاهدي، وعبد الرضا مسكران، ومحمد سعيد إيزدي مسؤول ملف فلسطين في «فيلق القدس»، وعبد الرضا شهلايي، قائد «الحرس الثوري» في اليمن.


مقالات ذات صلة

قضاء إيران يستدعي صحافيين نشروا تحقيقاً عن مقتل شاكرمي

شؤون إقليمية الفتاة الإيرانية نيكا شاكرمي (أ.ف.ب)

قضاء إيران يستدعي صحافيين نشروا تحقيقاً عن مقتل شاكرمي

استدعى القضاء الإيراني ناشرين وصحافيين إيرانيين على خلفية إعادة نشر تحقيق اتهم «الحرس الثوري» بقتل ناشطة مراهقة في شوارع طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية ناقلة الحاويات «إم سي إس أيرس» (إكس)

طهران تكشف «حالة» طاقم السفينة المحتجزة لدى «الحرس الثوري»

زعم مسؤول إيراني أن حالة طاقم السفينة المحتجزة بصحة جيدة، ويعيشون بحرية على متنها، رداً على تقارير صحافية غربية كانت أشارت إلى أنهم محتجزون كـ«رهائن».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية سيدة تحمل صورة شاكرمي في وقفة احتجاج ضد قمع السلطات الإيرانية بمدينة ملبورن (وكالة الحماية الأميركية)

شاكرمي لم تنتحر... «الحرس الثوري» اعتدى عليها جنسياً وقتلها

قبل نحو عامين ادعت طهران أن الناشطة نيكا شاكرمي قتلت نفسها بإضرام النار، يتبين اليوم أن «الحرس الثوري» اعتدى عليها جنسياً وقتلها، طبقاً لتحقيق «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية الفتاة الإيرانية نيكا شاكرمي (أ.ف.ب)

وثيقة سرية تكشف عن تحرش قوات الأمن الإيرانية بمتظاهرة مراهقة وقتلها

أظهرت وثيقة مسربة تعرض المراهقة الإيرانية الشهيرة نيكا شاكرمي (16 عاماً) للاعتداء الجنسي والقتل على يد ثلاثة من قوات الأمن الإيرانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية كنعاني يتحدث خلال لقاء وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ومسؤولي وسائل الإعلام وفي الصورة حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة «كيهان» وممثل المرشد الإيراني (الخارجية الإيرانية)

تحذير إيراني لأوروبا من تصنيف «الحرس الثوري» إرهابياً

حذرت الخارجية الإيرانية من أي خطوة أوروبية لتصنيف «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب بوصفه «قوة رسمية» وأبدت عزمها توثيق العلاقة مع روسيا لمواجهة أميركا.

«الشرق الأوسط» (لندن – طهران)

فتح الرصيف البحري الأميركي في غزة «متوقع خلال أيام»

جون كيربي (أ.ف.ب)
جون كيربي (أ.ف.ب)
TT

فتح الرصيف البحري الأميركي في غزة «متوقع خلال أيام»

جون كيربي (أ.ف.ب)
جون كيربي (أ.ف.ب)

قال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، الخميس، إن الرصيف البحري الذي يقيمه الجيش الأميركي لتسريع تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة سيفتح خلال أيام رغم سوء الأحوال الجوية الذي يعرقل الاستعدادات.

وصرح كيربي في مؤتمر صحافي: «نأمل جميعاً (أن يحدث ذلك) في غضون أيام».


السفارة الفلسطينية تسعى إلى تصاريح إقامة مؤقتة لسكان غزة الذين دخلوا مصر

معبر رفح (أ.ف.ب)
معبر رفح (أ.ف.ب)
TT

السفارة الفلسطينية تسعى إلى تصاريح إقامة مؤقتة لسكان غزة الذين دخلوا مصر

معبر رفح (أ.ف.ب)
معبر رفح (أ.ف.ب)

تسعى السفارة الفلسطينية في مصر لاستصدار تصاريح إقامة مؤقتة لعشرات الآلاف الذين وصلوا من غزة خلال الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، قائلة إن تلك التصاريح ستخفف وطأة الظروف حتى انتهاء الصراع.

وقال دياب اللوح، السفير الفلسطيني في القاهرة، إن ما يصل إلى 100 ألف من سكان غزة عبروا الحدود إلى مصر، حيث يفتقرون إلى الوثائق اللازمة لتسجيل أطفالهم في المدارس أو إنشاء شركات أو فتح حسابات مصرفية أو السفر أو الحصول على تأمين صحي، على الرغم من أن بعضهم وجد وسائل لكسب الرزق.

وشدد اللوح على أن تصاريح الإقامة لن تكون إلا لأغراض قانونية وإنسانية، مضيفاً أن أولئك الذين وصلوا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ليست لديهم خطط للاستقرار في مصر.

وقال في مقابلة مع «رويترز»: «نحن نحكي عن فئة في ظرف استثنائي، طلبنا من الدولة منحهم إقامات مؤقتة قابلة للتجديد لحين انتهاء الأزمة في غزة».

وأضاف: «نأمل، وكلنا ثقة في الإخوة المصريين، بأن يتفهموا، هم قدموا كثيراً ووقفوا إلى جانب المواطنين الفلسطينيين في كل شيء، ولكن كما قلت لك هذه مسألة سيادية تُبحث على أعلى المستويات».

ولم ترد الهيئة العامة للاستعلامات على الفور على طلب التعليق.

وكانت مصر صريحة في معارضتها لأي نزوح جماعي للفلسطينيين من غزة، واضعة ذلك في إطار رفض عربي أوسع لأي تكرار لما حدث في «النكبة»، عندما فر نحو 700 ألف فلسطيني أو أُجبروا على ترك منازلهم في الحرب التي ترافقت مع قيام إسرائيل عام 1948. كما يرفض الزعماء الفلسطينيون توطين شعبهم في البلدان الأجنبية.

وخلال الحرب الحالية، كان معبر رفح على الحدود التي يبلغ طولها 13 كيلومتراً بين شبه جزيرة سيناء المصرية وغزة نقطة دخول لتسليم المساعدات، كما ظل مفتوحاً إلى حد كبير لحركة الركاب.

لكن المغادرة من غزة، التي كانت تخضع بالفعل لرقابة صارمة قبل الحرب، اقتصرت على الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم لأغراض طبية والأجانب ومزدوجي الجنسية، والفلسطينيين.

وقال اللوح، وهو مسؤول في السلطة الفلسطينية وهو نفسه من غزة: «نحن نتحدث عن 100 ألف يتطلعون إلى العودة إلى غزة ولكن العودة طوعية وحينما تسمح الظروف بذلك، إذا ما كان هناك هدنة قائمة أو إذا ما كان هناك وقف للحرب». وأضاف: «إلى حين ذلك، الناس في حاجة إلى تصويب الوضع القانوني».

وتابع أن السفارة ساعدت بالفعل في تسهيل عودة بعض العائلات إلى غزة في أثناء الحرب، لكن أصبح بعض الفلسطينيين عالقين في مصر، من بينهم زوار وطلاب مسجلون في جامعات مصرية منذ بدء الحرب.

وقال اللوح: «الصعوبة قائمة والخطورة قائمة وقد يكون القادم أخطر»، في إشارة إلى احتمال حدوث توغل إسرائيلي كبير في رفح، حيث توجه أكثر من مليون فلسطيني من سكان غزة للبحث عن ملاذ آمن قرب الحدود مع مصر.


الإدارة الكردية تنفي تهم التعذيب في مراكز الاحتجاز بشمال شرقي سوريا

مخيم الهول في سوريا (أرشيف - رويترز)
مخيم الهول في سوريا (أرشيف - رويترز)
TT

الإدارة الكردية تنفي تهم التعذيب في مراكز الاحتجاز بشمال شرقي سوريا

مخيم الهول في سوريا (أرشيف - رويترز)
مخيم الهول في سوريا (أرشيف - رويترز)

نفت الإدارة الذاتية الكردية، الخميس، ممارستها التعذيب داخل مراكز احتجاز تابعة لها في شمال شرقي سوريا، بعد أسبوعين من اتهامها من منظمة العفو الدولية بارتكاب «جرائم حرب» بحق عشرات الآلاف من الدواعش وأفراد عائلاتهم.

وفي تقرير نشرته في 17 أبريل (نيسان)، أشارت منظمة العفو إلى أن المحتجزين «يواجهون انتهاكات ممنهجة ويموت عدد كبير منهم بسبب الظروف غير الإنسانية في شمال شرقي سوريا»، معددة من بينها «الضرب المبرح والإبقاء في وضعيات مُجهدة والصعق بصدمات كهربائية والعنف القائم على النوع الاجتماعي».

واتهمت الأمينة العامة للمنظمة أنياس كالامار الإدارة الذاتية بارتكاب «جرائم حرب متمثلة في التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية».

وقالت الإدارة الكردية في بيان رداً على «التعذيب والقتل المنهجي المزعوم» إنها «تحترم التزاماتها بمنع أي نوع من انتهاك لقوانينها، التي تحظر مثل هذه الأعمال غير القانونية، وتلتزم بالقوانين الدولية ذات الصلة».

وشدّدت على أنه «إذا حدثت أي حالات تعذيب أو سوء معاملة، فهي أعمال فردية، وتتطلب إجراء تحقيق شامل من قبل السلطات المختصة في الإدارة الذاتية»، داعية منظمة العفو إلى «مشاركة جميع المعلومات والأدلة» حول «تورط أفراد من قواتنا الأمنية أو أي مؤسسة أخرى تابعة للإدارة الذاتية في ارتكاب هذه الانتهاكات المزعومة من أجل محاسبة الجناة».

ومنذ إعلان قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها مقاتلون أكراد وتدعمها واشنطن، دحر تنظيم «داعش» جغرافياً في سوريا عام 2019، تحتجز الإدارة الذاتية نحو 56 ألف شخص، بينهم ثلاثون ألف طفل في 24 منشأة احتجاز، ومخيمين، هما الهول وروج في شمال شرقي سوريا. ويتوزع هؤلاء بين مقاتلي التنظيم وأفراد عائلاتهم ونازحين فروا خلال سنوات النزاع السوري.

وجددت الإدارة الذاتية، الخميس، في بيانها الموقع من دائرة العلاقات الخارجية، مناشدة أطراف المجتمع الدولي «الوفاء بمسؤولياتهم» ودعمها «حتى تتمكن من تلبية الاحتياجات في المخيمات ومنشآت الاحتجاز، التي تتطلب موارد مالية ضخمة لا تستطيع تحملها».

وتتردد دول قدم منها مقاتلو التنظيم في استرداد أفراد عائلاتهم، ملقية بحكم الأمر الواقع مسؤولية رعايتهم على الإدارة الذاتية الكردية.


العراق: اتفاق سياسي على تأجيل انتخابات كردستان

السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أرشيفية - أ.ف.ب)
السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

العراق: اتفاق سياسي على تأجيل انتخابات كردستان

السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أرشيفية - أ.ف.ب)
السوداني متوسطاً مسعود بارزاني (يسار) ونيجيرفان بارزاني (أرشيفية - أ.ف.ب)

كشفت مصادر عراقية متقاطعة، عن أن قوى شيعية وكردية توافقت أخيراً على تأجيل انتخابات برلمان إقليم كردستان المقررة في يونيو (حزيران) المقبل، ورجّحت أن يعلن رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني قراراً وشيكاً في هذا الصدد.

وكان الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه مسعود بارزاني، منتصف مارس (آذار) الماضي، مقاطعة الانتخابات البرلمانية في كردستان، هدّد بمغادرة العملية السياسية في العراق في حال عدم التزام الأطراف السياسية في بغداد بتنفيذ الاتفاقات التي قادت لتشكيل الحكومة العراقية.

واحتج بارزاني حينها على قرار للمحكمة الاتحادية العليا قضى بتقسيم كردستان 4 مناطق انتخابية وإلغاء كوتا الأقليات وإسناد مهمة إجراء الانتخابات إلى المفوضية العليا الاتحادية بعد أن أبطلت عمل مفوضية انتخابات الإقليم؛ ما أثار حفيظة واعتراضات الحزب الديمقراطي الكردستاني.

رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني (أرشيفية - أ.ب)

تسوية سياسية

وقال مصدر كردي، لـ«الشرق الأوسط»، إن نيجيرفان بارزاني الذي زار بغداد مرتين خلال الشهرين الماضيين توصل أخيراً إلى تسوية سياسية تقضي بتأجيل الانتخابات، لكن ليس من الواضح ما الضمانات التي حصلها عليها بشأن قرارات المحكمة الاتحادية.

وأكد مصدر مقرب من قادة أحزاب في «الإطار التنسيقي» الشيعي، أن الزيارتين الأخيرتين التي قام بهما رئيس الإقليم إلى بغداد كان لهما «تأثير حاسم في كسب مواقف أكثر من طرف داخل الإطار».

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن «موقف معظم القوى الفاعلة في الإطار مع ضرورة مشاركة الحزب الديمقراطي؛ لأنه حليف استراتيجي للقوى الشيعية رغم البرود الذي طبع العلاقة في السنوات الأخيرة».

وكشفت المصدر عن أن «قراراً حاسماً سيتخذه الرئيس نيجيرفان بارزاني خلال الأسبوع المقبل يقضي بتأجيل الانتخابات إلى موعد آخر عن موعدها المحدد في يونيو المقبل ليتسنى للحزب تقديم مرشحيه إلى مفوضية الانتخابات».

لكن المصدر لم يطلع على طبيعة الضمانات والتنازلات التي حصل عليها بارزاني من بغداد بشأن الاعتراضات التي واكبت حكم المحكمة الاتحادية بإلغاء كوتا الأقليات التي يعترض عليها الحزب الديمقراطي.

وكان رئيس الوزراء محمد السوداني، قد وجّه، الثلاثاء الماضي، خلال لقائه مفوضية الانتخابات في العراق بضرورة إجرائها في كردستان «بمشاركة الجميع»، في إشارة إلى مشاركة الحزب الديمقراطي.

وعدّ رئيس منظمة «بدر» هادي العامري، خلال اجتماعه ببارزاني الأسبوع الماضي، أن «رئيس الإقليم هو من يحسم تحديد موعد الانتخابات وهو يفكر في يوم يكون مناسباً ومقبولاً لدى جميع الجهات».

بارزاني خلال حضوره «حفل تأبين» محمد باقر الحكيم في بغداد في يناير 2024 (إكس)

المفوضية مستعدة

بدوره، قال رئيس الفريق الإعلامي لمفوضية الانتخابات عماد جميل، إن «موعد الانتخابات المحدد في يونيو لإجراء انتخابات الإقليم ما زال قائماً، لكن ثمة توافقات سياسية بشأن الموعد خاصة مع تأكيد رئيس الوزراء محمد السوداني على مشاركة جميع المكونات وأطياف الإقليم في الانتخابات بهدف إشاعة حالة الاستقرار هناك».

وأضاف جميل في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب الديمقراطي لم يقدم حتى الآن مرشحيه للمفوضية».

ونفى وجود صعبات أمام المفوضية لإجراء انتخابات الإقليم، لكنه تحدث عن وجود «حديث عن تأجيل؛ لذلك تريثت المفوضية عن أعمالها وإجراءاتها التي تتطلب إنفاقاً مالياً، لكنها مستمرة في إجراءاتها الأخرى».

وفي السياق، تبادل الحزبان الكرديان الرئيسيان خلال اليومين الأخيرين اتهامات بشأن الانتخابات، وفي حين يتمسك «الاتحاد الوطني» بإجرائها في موعدها المحدد في يونيو المقبل، لا يمانع الحزب الديمقراطي ذلك، لكنه يتمسك بشرط تغيير موعدها ومراجعة قرار إلغاء «كوتا الأقليات» الذي اتخذته المحكمة الاتحادية في وقت سابق.

ونفى الحزب الديمقراطي الكردستاني، الأربعاء، أن يكون ضد إجراء الانتخابات وهو مع إجراء انتخابات شفافة ونزيهة تضمن حقوق الشعب الكردي ومكوناته.

وأبدت كتلة الحزب في البرلمان الاتحادي «استغرابها» من اتهامات سابقة وجهها له حزب الاتحاد الوطني وتتعلق بـ«محاولات غير مشروعة» لتأجيل الانتخابات.

وأضافت بيان الكتلة، أن الحزب الديمقراطي «دعا إلى إجراء الانتخابات منذ عامين، لكن بعض الأحزاب، وخاصة تلك التي تكتب البيانات الآن (في إشارة إلى حزب الاتحاد)، كانت معترضة وهم يعرفون جيداً من هي تلك الجهة السياسية».

وأكدت أن «الديمقراطي» «مع إجراء الانتخابات، دائماً بشرط أن تحمي إرادة الشعب الكردستاني وبعيداً عن الصياغة المسبقة، وملاحظات الحزب الديمقراطي هي ملاحظات شعبنا والحزب الديمقراطي مع انتخابات شفافة وبعيدة عن التدخلات».

طالباني يعترض

وفي وقت سابق تحدث بيان لحزب «الاتحاد الوطني» عن قرار اتخذه بشأن القيام بـ«الإجراءات القانونية والجهود السياسية والدبلوماسية الشاملة كافة ضد المحاولات غير المشروعة لتأجيل الانتخابات المرتقبة»، في إشارة إلى محاولات غريمه الحزب الديمقراطي.

وحذّر الحزب الذي يقوده بافل طالباني، من «تطورات خطيرة» في حال أجلت الانتخابات، وعدّ أن في ذلك «مخالفة لقرارات المحكمة الاتحادية وإجراءات المفوضية العليا للانتخابات، ستسبب أيضاً بضربة كبيرة للعملية السياسية، كما أنها لن تبقي أي اعتبار لتبادل السلطة ديمقراطياً ولسمعة مؤسسات إقليم كردستان وشرعية حكومة الإقليم التي هي حكومية تصريف أعمال حالياً».


السلطة الفلسطينية في مواجهة المسلحين... «العلاقة الشائكة»

مبنى تضرَّر خلال هجوم إسرائيلي على مخيم نور شمس قرب طولكرم يناير الماضي (أ.ف.ب)
مبنى تضرَّر خلال هجوم إسرائيلي على مخيم نور شمس قرب طولكرم يناير الماضي (أ.ف.ب)
TT

السلطة الفلسطينية في مواجهة المسلحين... «العلاقة الشائكة»

مبنى تضرَّر خلال هجوم إسرائيلي على مخيم نور شمس قرب طولكرم يناير الماضي (أ.ف.ب)
مبنى تضرَّر خلال هجوم إسرائيلي على مخيم نور شمس قرب طولكرم يناير الماضي (أ.ف.ب)

قتلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، أحد العناصر المسلحة في كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس في شمال الضفة الغربية، قبل أن يهاجم مسلحون مقر المقاطعة الرئيسي التابع للسلطة في طولكرم وتندلع اشتباكات، في مشهد فاقم التوترات الداخلية في الضفة التي تئن تحت كثير من الهجمات الإسرائيلية وقليل من الفوضى.

واتهمت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، الخميس، الأجهزة الأمنية الفلسطينية بقتل أحد عناصرها المطارد أصلاً من قبل إسرائيل، أحمد أبو الفول.

صورة متداولة لناشط في «سرايا القدس» عمر أبو الفول

وكان أفراد من الأجهزة الأمينة، أطلقوا النار على مركبة أبو الفول قرب دوار السلام في طولكرم بعد مطاردة قصيرة، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة قبل أن يفارق الحياة في المستشفى.

ولم يتضح لماذا كانت الأجهزة الأمنية تطارد أبو الفول، لكن خلافات سابقة اندلعت بين كتيبة طولكرم والأجهزة تخللتها اشتباكات مسلحة أكثر من مرة، وفي أحد تلك الاشتباكات قتل معتصم خالد العارف أحد عناصر الكتيبة.

آليات للجيش الإسرائيلي بطولكرم في أبريل الحالي (رويترز)

وبينما قالت كتيبة طولكرم إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اغتالت أبو الفول في جريمة مشابهة لما تنفذه قوات الاحتلال من اغتيالات بحق المقاومين، قالت الأجهزة الأمنية إنه بادر بإطلاق النار على قوات الأمن.

أبو الفول كان مطلوباً لإسرائيل التي فشلت في اعتقاله سابقاً. وقالت الكتيبة إنه شارك في التصدي لقوات الاحتلال في كل اقتحاماتها لمخيمي طولكرم ونور شمس.

ووصفت الكتيبة في بيان تبعته عدة بيانات مساندة لكتائب مسلحة في شمال الضفة، الأجهزة الأمنية «بالخائنة»، ودعت الفلسطينيين للخروج «بمسيرات غضب وعصيان» ضد «نظام السلطة الفاسد» قبل أن تدب اشتباكات جديدة في طولكرم.

وأظهرت مشاهد بثتها منصات محلية فلسطينية مواجهات مسلحة في طولكرم، تزامناً مع مواجهات اندلعت كذلك بين الأجهزة الأمنية ومواطنين في الخليل جنوب الضفة.

وهذه المواجهات اندلعت قبل فترة وجيزة في جنين شمال الضفة بعد اغتيال إسرائيل مطلوبين لها، قبل أن يتحول الغضب الفلسطيني نحو السلطة، فيقوم مسلحون بمحاصرة مبنى المقاطعة وتندلع اشتباكات هناك، بدعوى أنه يجب على السلطة إطلاق سراح معتقلين لديها.

جنود إسرائيليون في جنين بالضفة الغربية المحتلة (أرشيفية - رويترز)

وتتفجر بين الفينة والأخرى اشتباكات بين مسلحين وقوات أمنية فلسطينية في مناطق مختلفة في الضفة، وهي ترجمة لحرب أخرى تبدو أكثر شراسة على منصات التواصل الاجتماعي.

ويمكن رصد تحريض كبير على السلطة الفلسطينية في منصة «تلغرام» بعدّها (أي السلطة) شريكاً للإسرائيليين في مواجهة المقاتلين في الضفة، وهو تحريض ترى السلطة أنه منظم وليس شعبوياً.

وهاجمت حركة حماس السلطة الفلسطينية، عادّة «ملاحقة أجهزة أمن السلطة للمقاومين في الضفة الغربية عاراً سياسياً وسقوطاً وطنياً لا يخدم إلا الاحتلال».

وأدانت الحركة في تصريح صحافي «إطلاق أجهزة السلطة النار صوب مجموعة من المقاومين، ما أدى إلى استشهاد المجاهد أحمد أبو الفول أحد المطاردين الأبطال من عناصر كتيبة طولكرم».

ودعت الحركة الفلسطينيين في الضفة من مؤسسات وعائلات وفعاليات شعبية ووطنية إلى الوحدة والترابط والوقوف صفاً واحداً في وجه أدوات الفلتان الأمني، وتوحيد الجهود لمواجهة الاحتلال وجرائم مستوطنيه بحق أرضنا ومقدساتنا.

كما هاجمت حركة «الجهاد الإسلامي» السلطة، وقالت إن جريمة قتل أبو الفول «تخدم العدو الصهيوني وتأتي تنفيذاً لأهدافه المتمثلة في مطاردة المجاهدين وتصفيتهم». وعبرت مجموعات مسلحة تابعة لحركة فتح عن رفضها «ملاحقة المقاومين».

الهجوم الكبير على السلطة يظهر عمق الأزمة في الضفة

وبينما تبدو السلطة محاصرة من قبل إسرائيل سياسياً ومالياً، فهي متهمة في الشارع الفلسطيني بمساعدة إسرائيل على مواجهة المسلحين في مفارقة لافتة.

وثمة نقاش داخلي في السلطة حول الطريقة التي يجب أن تدار بها الأمور على الأرض. وقال مصدر أمني للشرق الأوسط، إن السلطة ليست في مواجهة المسلحين، وإنما في مواجهة «الفوضى» و«الفلتان».

وأضاف: «المسألة معقدة. المطلوب منهم ألا ينصبوا أنفسهم مكان السلطة. ليس مسموحاً أن يأخذوا دور السلطة».

مشكلة السلطة الرئيسية، أنها متهمة بالعجز في مواجهة إسرائيل، والتقصير في إدارة شؤون الفلسطينيين الداخلية، مثل الأمن وانتظام الرواتب وحل مشكلات التعليم والصحة والمرور وتقوية الاقتصاد.

ولا تنوي السلطة التهاون في مسألة فرض الأمن بعدما بدأت تشعر أن مسلحين بدأوا يدخلون إلى الفراغ ويهددون بقاءها.

طلال دويكات المفوض السياسي العام الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية في رام الله

وقال المفوض السياسي العام، الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية، اللواء طلال دويكات، إن أبو الفول أطلق النار على قوات الأمن على دوار السلام في مدينة طولكرم وقامت قوى الأمن بالرد على مصدر إطلاق النار.

وأضاف: «القوى الأمنية ستستمر في أداء دورها وواجبها المكلفة به لحماية أمن المواطنين».

كما أكد دويكات، أن الأجهزة الأمنية في محافظة الخليل أوقفت بعض المتورطين في الاعتداء على عناصرها، وأن العمل جارٍ لملاحقة آخرين والقبض عليهم وتحويلهم إلى جهات الاختصاص، لاتخاذ المقتضى القانوني بحقهم.

وأضاف أن «استغلال بعض الخارجين على الصف الوطني للحالة التي سببها الاحتلال الإسرائيلي بفعل إجراءاته، للقيام بأفعال مخلّة بالقانون والأمن الداخلي، لن يمر دون حساب».

وأكد أن المؤسسة الأمنية تتابع باهتمام كبير ما حدث أمس (الأربعاء) في محافظة الخليل، من اعتداء خارجين على القانون على بعض أفراد الأمن الفلسطيني، ما يشكل حالة من الفوضى التي ستكون لها انعكاسات خطيرة على حياة كل مواطن فلسطيني، وهو ما لن نسمح به.

وأردف أن «يد القانون هي العليا، وأن الأمن الفلسطيني سيلاحق كل الخارجين على القانون، الذين ينفذون أوامر أسيادهم لخلق حالة أو بيئة طاردة، في ظل ما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم بحق شعبنا». وأكد أن «اليد التي ستمتد على رجال الأمن الفلسطيني أو أي مواطن ستُقطع بسيف القانون».


العراق يطارد خلايا «داعش» في 3 مدن

عسكريون عراقيون في مهمة لملاحقة عناصر «داعش» («الدفاع» العراقية)
عسكريون عراقيون في مهمة لملاحقة عناصر «داعش» («الدفاع» العراقية)
TT

العراق يطارد خلايا «داعش» في 3 مدن

عسكريون عراقيون في مهمة لملاحقة عناصر «داعش» («الدفاع» العراقية)
عسكريون عراقيون في مهمة لملاحقة عناصر «داعش» («الدفاع» العراقية)

بعد يومين من إعلان العراق تسلم وجبة جديدة من العوائل المتهمة بالانتماء إلى تنظيم «داعش» من مخيم «الهول» السوري، أعلن جهاز الأمن الوطني العراقي، اليوم الخميس، إحباط تشكيل خلية «إرهابية»، والقبض على 20 عنصراً؛ بينهم مسؤول «كبير» في نينوى، والأنبار وكركوك.

وقال الجهاز، في بيان صحافي، إن «مفارزه تمكنت من إحباط تشكيل خلية إرهابية في نينوى، والقبض على أفرادها؛ وهم (4) أشخاص». وأوضح أن «المتهمين اعترفوا، خلال التحقيق، بوجود مخبأ سري لهم، وعند التوجه إليه جرى العثور على عدد من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأعتدة متنوعة ومواد تصنيع متفجرة».

خلايا في كركوك

في السياق نفسه، أشار الجهاز إلى أن «مفارز في كركوك، واستناداً إلى معلومات استخبارية دقيقة، عُززت بجهد ميداني كبير، تمكنت، بعد استحصال الموافقات القضائية، من القبض على أحد العناصر البارزة لعصابات (داعش) الإرهابية».

وأوضح الجهاز أن «الإرهابي عمل مسؤولاً لما يسمى (مكتب شؤون الأسرى والشهداء لولاية العراق) إبان سيطرة العصابات الإرهابية على بعض مناطق البلاد».

كما تمكنت مفارز الجهاز في نينوى والأنبار وكركوك من القبض على 15 إرهابياً صدرت بحقِّهم مذكرات قبض قضائية، وفقاً للبيان الذي أشار إلى «تدوين أقوال المتهمين أصولياً، وإحالتهم إلى الجهات القانونية المختصة؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقّهم».

وتسلَّم العراق، أول من أمس الثلاثاء، 185 عائلة من مخيم الهول السوري، وقال عضو البرلمان عن نينوى، شيروان الدوبرداني، إن «مخيم الجدعة في ناحية القيارة (جنوب الموصل) تسلَّم 185 عائلة من ذوي عناصر داعش ضمن الوجبة الـ15»، وأن «الحكومة العراقية تسلَّمتهم من مخيم الهول السوري».

وأضاف الدوبرداني أن العائلات «دخلوا العراق عبر مَنفذ ربيعة، وجرى تدقيقهم أمنياً من قِبل الجهات الأمنية والاستخبارية، ثم جرى نقلهم بحافلات إلى مركز التأهيل في الجدعة».

ورغم تسلم العراق وجبات من العراقيين المقيمين في مخيم الهول السوري، وفقاً لبيانات وزارتي الداخلية والهجرة والمهجّرين، لكن عودة أقارب عناصر الجماعات الإرهابية تثير الجدل بين السكان في العراق الذي خاض حرباً لثلاثة أعوام انتهت أواخر 2017 بطرد التنظيم بعد سيطرته على نحو ثلث مساحة البلاد.

قوة عسكرية عراقية في عملية سابقة لملاحقة «داعش» بمحافظات صلاح الدين وديالى وسامراء (وكالة الأنباء العراقية)

العراق يحصن حدوده

ورغم إعلان السلطات العراقية المستمر أن تنظيم «داعش» لم يعد له وجود في العراق، وهي السردية التي دافع العراق من خلالها عن موقفه من التحالف الدولي وعدم الحاجة إليه، لكنه يعلن في مناسبات مختلفة إما عن اكتشاف خلايا للتنظيم، أو تنفيذ عمليات قبض أو قتل لبعض قياداته.

ومنذ مطلع العام الحالي، أقام العراق جداراً عازلاً مع سوريا بوصفها، وفقاً لمسؤولين أمنيين، «حدوداً رخوة يستغلها الإرهابيون لدخول الأراضي العراقية».

ويبلغ طول الجدار 160 كيلومتراً، وارتفاعه 3 أمتار على الشريط الحدودي الغربي مع سوريا، في منطقة القائم شمال نهر الفرات، وهو جزء من سلسلة تحصينات أمنية كبيرة تقوم بها السلطات العراقية لتعزيز أمن الحدود.


هنية لرئيس المخابرات المصرية: «حماس» تدرس مقترح الهدنة غزة بـ«روح إيجابية»

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
TT

هنية لرئيس المخابرات المصرية: «حماس» تدرس مقترح الهدنة غزة بـ«روح إيجابية»

رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)
رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية (رويترز)

قالت «حركة حماس»، اليوم (الخميس)، إن رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، بحث هاتفياً مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل المفاوضات بشأن الحرب في قطاع غزة.

وأضافت الحركة، في بيان، أن هنية أكد على «الروح الإيجابية عند الحركة في دراسة مقترح وقف إطلاق النار»، مثمناً الدور الذي تقوم به مصر في المفاوضات.

وذكر البيان أن هنية أبلغ رئيس المخابرات المصرية بقدوم وفد الحركة للمفاوضات إلى مصر «في أقرب وقت» لاستكمال المباحثات الجارية، بهدف التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب.

كما نقل تلفزيون «القاهرة الإخبارية»، عن مصدر مصري رفيع، القول إن وفداً من «حماس» سيصل إلى القاهرة خلال اليومين المقبلين لاستكمال مفاوضات الهدنة.

وأضاف المصدر المصري أن القاهرة «تكثّف جهودها لتعزيز الموقف التفاوضي» بين إسرائيل وحركة «حماس».


ملك الأردن يحذر من تداعيات أي هجوم إسرائيلي على رفح

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
TT

ملك الأردن يحذر من تداعيات أي هجوم إسرائيلي على رفح

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (رويترز)

حذَّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أثناء زيارته لإيطاليا اليوم (الخميس) من تداعيات الهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.

وذكر الديوان الملكي الأردني في بيان أن الملك عبد الله عقد لقاء مع الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في روما بحثا خلاله التطورات في المنطقة، حيث أكد عاهل الأردن على ضرورة وقف الكارثة الإنسانية في غزة.

كما نقلت وكالة الأنباء الأردنية عن الملك عبد الله قوله: «لا بديل عن إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين».

كان الديوان قال أمس (الأربعاء) إن الملك عبد الله توجه إلى كل من إيطاليا والولايات المتحدة، في زيارة تأتي «ضمن الجهود التي يبذلها الأردن للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة ووقف الكارثة الإنسانية بالقطاع».


الأمم المتحدة: إعادة إعمار غزة قد تستمر للقرن المقبل

فلسطينيون وسط الدمار جراء القصف الإسرائيلي على غزة (إ.ب.أ)
فلسطينيون وسط الدمار جراء القصف الإسرائيلي على غزة (إ.ب.أ)
TT

الأمم المتحدة: إعادة إعمار غزة قد تستمر للقرن المقبل

فلسطينيون وسط الدمار جراء القصف الإسرائيلي على غزة (إ.ب.أ)
فلسطينيون وسط الدمار جراء القصف الإسرائيلي على غزة (إ.ب.أ)

أفاد تقرير أصدرته الأمم المتحدة، اليوم (الخميس)، بأن إعادة بناء المنازل في قطاع غزة يمكن أن تستمر إلى القرن المقبل إذا سارت الوتيرة بتوجه إعادة الإعمار نفسها في الصراعات السابقة، بحسب «رويترز».

وسبّب القصف الإسرائيلي المستمر منذ نحو 7 أشهر خسائر بمليارات الدولارات، وأدى لتحول عديد من المباني الخرسانية المرتفعة في القطاع المكتظ بالسكان إلى أكوام من الركام، حيث أشار مسؤول في الأمم المتحدة إلى أن الدمار جعل قطاع غزة «مثل سطح القمر».

وتظهر بيانات فلسطينية أن نحو 80 ألف منزل دُمّرت في الصراع الذي أثارته الهجمات المميتة التي شنّها مقاتلو حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل عشرات آلاف الفلسطينيين.

وأوضح التقييم، الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن غزة بحاجة إلى «قرابة 80 عاماً لاستعادة جميع الوحدات السكنية المدمرة بالكامل».

ولكن التقرير ذكر أنه «في أفضل سيناريو ممكن، بحيث يتم تسليم مواد البناء بشكل أسرع 5 مرات مما كان عليه الأمر في الأزمة السابقة عام 2021، فإن ذلك سيتيح إعادة الإعمار بحلول عام 2040».

ويقدم تقييم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سلسلة من التوقعات بشأن الأثر الاجتماعي والاقتصادي للحرب، استناداً إلى مدة الصراع الحالي، مع توقع عقود من المعاناة المستمرة.

وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر، في بيان، إن «المعدلات غير المسبوقة من الخسائر البشرية، والدمار الجسيم، والزيادة الحادة في الفقر في مثل هذه الفترة القصيرة، ستؤدي إلى أزمة إنمائية خطرة تهدد مستقبل الأجيال القادمة».

وأشار التقرير إلى أنه في حالة استمرار الحرب 9 أشهر، فمن المتوقع أن يزداد الفقر بين سكان غزة من 38.8 في المائة نهاية عام 2023 إلى 60.7 في المائة، مما يجر جزءاً كبيراً من أبناء الطبقة الوسطى إلى ما دون خط الفقر.


اتهام روسيا بضرب مستشفى سوري في شكوى أمام لجنة أممية

دخان يتصاعد بعد غارة جوية روسية على قرية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية روسية على قرية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

اتهام روسيا بضرب مستشفى سوري في شكوى أمام لجنة أممية

دخان يتصاعد بعد غارة جوية روسية على قرية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية روسية على قرية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

اتَّهم سوري ووكالة إغاثة، روسيا، بانتهاك القانون الدولي، بسبب قصفها عمداً مستشفى في شمال سوريا عام 2019، في شكوى جديدة رُفعت إلى اللجنة المعنية بحقوق الإنسان بالأمم المتحدة هذا الأسبوع.

وتدخلت روسيا عسكرياً في الصراع السوري في 2015 دعماً لقوات الرئيس بشار الأسد، ووجهت تحقيقات في الأمم المتحدة إليها اتهامات بارتكاب جرائم حرب في سوريا لكنها لم تواجه أي محاكمة دولية.

ونفت موسكو مراراً الاتهامات بانتهاك القانون الدولي في سوريا.

ورُفعت الشكوى الجديدة، الأربعاء، ونُشرت الخميس، وتتهم القوات الجوية الروسية بقتل اثنين من المدنيين في سلسلة من الضربات الجوية على مستشفى كفرنبل الجراحي، في محافظة إدلب شمال غربي سوريا في الخامس من مايو (أيار) 2019.

وقدم الشكوى قريب للقتيلين و«يداً بيد للإغاثة والتنمية» وهي وكالة إغاثة قدمت الدعم للمستشفى الواقع في منطقة خاضعة لسيطرة جماعات مسلحة معارضة للأسد.

وتعتمد الشكوى على مقاطع فيديو وروايات شهود وتسجيلات صوتية، تشمل مراسلات بين طيار روسي والمراقبة الأرضية بشأن إلقاء الذخائر.

وقال فادي الديري، المدير الإقليمي لوكالة «يداً بيد للإغاثة والتنمية»: «يتطلع السوريون للجنة حقوق الإنسان لتُظهر لنا قدراً من الإنصاف من خلال الاعتراف بحقيقة هذا الهجوم الوحشي وما سبَّبه من معاناة».

واللجنة المعنية بحقوق الإنسان، ومقرها في جنيف، مؤلَّفة من خبراء مستقلين يراقبون وضع الحقوق السياسية والمدنية حول العالم، ويمكنها أن تتلقى شكاوى من أفراد ودول بشأن ما يُشتبه في أنها انتهاكات.

ويمكن أن تُسفر الشكاوى الفردية عن دفع تعويضات وفتح تحقيقات، إضافةً إلى إجراءات أخرى.

واتهمت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان، الحكومة السورية وروسيا بارتكاب انتهاكات للقانون الدولي في سوريا على مدى سنوات، لكنَّ الدولتين ليستا من الأطراف الموقِّعة على نظام روما الأساسي المؤسِّس للمحكمة الجنائية الدولية، بما يعني أن فرص المحاسبة الفعلية نادرة.

ووقَّعت روسيا في 1991 على «البروتوكول الاختياري الأول الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية بشأن تقديم شكاوى من الأفراد» بما يعني أنها تقبل باختصاص لجنة حقوق الإنسان في النظر في شكاوى من أفراد بحقها.

وقال جيمس إيه. غولدستون، المدير التنفيذي لـ«مبادرة العدالة» التي يمثِّل محاموها مقدمي الشكوى: «هذه الشكوى المقدمة للجنة دولية بارزة معنية بحقوق الإنسان تكشف عن الاستراتيجية المتعمَدة من الحكومة الروسية والقوات المسلحة لاستهداف (منشأة) رعاية صحية في انتهاكٍ واضح لقوانين الحرب».

وفي 2019 قالت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وهي جهة أخرى منفصلة عن اللجنة المذكورة، إن ضربات على منشآت طبية في سوريا، بما شمل مستشفى كفرنبل، تشير «بقوة» إلى أن «قوات مرتبطة بالحكومة تنفّذ تلك الضربات تتعمد، جزئياً على الأقل إن لم يكن كلياً، ضرب منشآت رعاية صحية».